طبيب لبناني في أميركا يروي لـ”أحوال” تفاصيل تجربته مع لقاح “فايرز”
منذ أيام، انتشر فيديو عن حادثة الممرضة تيفاني دوفر، التي تعرضت لحالة إغماء عقب تلقيها لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا، حيث زعمت معلومات يتم تداولها على نطاق واسع عن “وفاة الممرضة وممارسة الضغوط على أسرتها حتى لا تعترف بالوفاة”.
لكن سرعان ما نفت وسائل إعلام أميركية وفاة الممرضة دوفر، وفي وقت أكد المستشفى الأميركي أنّ دوفر بحالة جيّدة، وأنّها تطلب الخصوصيّة لها ولأفراد أسرتها، عقب المعلومات المضللة التي واجهتها.
منذ الإعلان عن اللقاحات التي تكافح تفشّي فيروس كورونا المستجد، تستمر الحملات المضلّلة بالتّزامن مع بداية دول عدّة حملة تطعيم وطنيّة ضمن مساعٍ للقضاء على الوباء.
د. مازن الأطرش: اللقاح ناجح وآمن
طبيب جهاز الهضمي والتنظير اللبناني مازن الأطرش، المقيم في ولاية ميشيغن الأميركية، يتحدّث لـ” احوال” عن تجربته مع لقاح ” فايزر” بعد تلقّيه الجرعة الأولى، ويوضح آثاره الجانبية والشائعات التي انتشرت ضده.
يؤكّد الاطرش أنّه “كطبيب كانت له أولويّة تلقّي اللقاح مع فئة كبار السن، وأنّه اطّلع على كافة المعلومات الواردة قبل أخذه.”
وعن حادثة الممرضة التي فقدت وعيها على الهواء، يؤكد أنّ “الأخيرة أوضحت ما حصل معها وأُصيبت بإغماء بسبب شعورها بالتوتّر، وما حصل معها ليس له أي علاقة بآثار للقاح الجانبية”.
ويذكر الأطرش عدة حالات مماثلة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، منها لأشخاص أصابهم التواء بالفم بعد أخذهم اللقاح، ويفسّر هذه الحالة بشرح علمي مفاده أن “الفايروس يعتبر غريبًا على الجسم ، ما يسبّب ردة فعل من المناعة التي تؤثر على الأعصاب”. وبرأيه ” اشارت العديد من الدراسات الى حصول انحناء بالفم في حال أخذ اللقاح ام عدم أخذه”.
ويشرح الأطرش انه ” من المنطقي أن يكون الطاقم الطبي في المستشفيات هو أكثر تعرضاً للإصابة بالفيروس، لذلك تكمن الأهمية في تأمين اللقاح له وحمايته من أجل العناية بعلاج المصابين”.
ويضيف أن ” اللقاح والفيروس ليسا غريبين عن الطب، وينطلق فيروس جديد بين حين وآخر ليتم دراسته وتحديد مدى تأثيره ومحاربته، إضافة الى التعرّف على عوارضه، وبناءً على ذلك يبدأ العلاج”.
ومن وجهة نظر الأطرش ” تمّ تسييس كوفيد 19 منذ اليوم الأوّل من انتشاره، وانطلق التسييس في العالم كلّه حتى وصل بالبعض أن يشكّكوا بوجوده”. لذلك ينفي “إشاعة أن الفيروس صنعته حكومة داخل مختبر”.
وعن أهمية اللقاح يشرح الأطرش أنّه ” مضاد حيوي يمنع حصول الالتهاب، ويعمل على تخفيف العوارض في حال التقاط الفيروس. لا يختلف لقاح كورونا عن أي لقاح آخر، حتى أنّ طريقة صناعته مختلفة “، ويرى أنّه “حتى الساعة يعتبر اللقاح ناجحاً وتلقى دعم من الحكومة الأميركية لإنتاجه، وتم تطبيقه على 36 ألف مريض من دون ظهور أي عوارض غريبة”. وينصح الأطرش الجميع بأخذ اللقاح وغض النظر عن الشائعات التي تخوّف الناس من اللقاح، أما عن عوارضه فيقول ” قد يتسبّب بألم في العضل أو ارتفاع حرارة وهذا طبيعي بالنسبة لأي لقاح “. ومن آثار اللقاح ايضاً ” التسبب بالحساسية للبعض بسبب مادة معينة مصنوع منها اللقاح”.
ويتم أخذ اللقاح على جرعتين بحسب الأطرش، تتضمن الأولى نسبة خمسين في المئة، والنسبة المتبقية بعد ثلاثة أسابيع . ويشدد الأطرش على ضرورة الاستمرار في إجراءات الوقاية المتشددة بعد اللقاح لأنه حتى الساعة لم تُعرف مدة فعاليته، “اللقاح لا يعني توقيف الوقاية بل أن نكون أكثر حذراً”، بحسب تعبيره. ويختم الأطرش ” العلم والطب لم يتواجدا لاستغلال الناس، ويجب اكتساب ثقة الاطباء بأن لقاح كورونا آمن وفعّال، ولن يزول الفيروس اذا كان هناك رفض كبير تجاه اللقاح “.
في بريطانيا إجراءات مشددة رغم حملة التطعيم
يثير ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا في بريطانيا القلق في جميع أنحاء العالم بعد تقارير أفادت أنّها معدية أكثر من سابقاتها. وأصبحت بريطانيا معزولة بعد أن أوقفت عدّة دول رحلات السفر منها وإليها بسبب الخوف من السلالة الجديدة.
أربكت السلالة الجديدة بريطانيا التي شهدت مؤخراً لحملة تطعيم جماعية. الأكاديمية والباحثة في علم الأدوية ميس عبسي ، تتحدّث لـ”احوال” عن اعتماد بريطانيا للقاحين ضد كورونا :هما ” فايزر”و”مودرنا “، ويتم تقديمهما وفقاً لنظام الأولوية التي تطال الطاقم الطبي وكبار السن.
وتؤكد عبسي على “ضرورة تخزين اللقاحين في درجة تبريد شديدة وأن فعاليتهما كبيرة جداً، ويمنعان ظهور عوارض كوفيد 19″.
وبرأيها يختلف ” فايزر” عن ” مودرنا” من حيث السعر ، حيث يعتبر الثاني أغلى ثمناً، وكذلك من جهة التخزين التي تعتبر أسهل”.
وتتوقف عبسي عند ” تعرّض بعض الحالات في بريطانيا للحساسية بعد تناولها اللقاح، ليتبيّن لاحقاً أنّها تعاني بالأساس من الحساسية “، مؤكدةً على ضرورة عدم التخوّف من اللقاحين.
وعن السلالة الجديدة تشرح ” أنها انتشرت في لندن وجنوب انكلترا وساهمت في إسراع انتقال الفيروس أكثر، لتشهد العاصمة البريطانية إغلاقاً تاماً واحتواءً، للحدّ من انتشار السلالة الجديدة”.
وتعرب عبسي عن تخوفها من “اشتداد العوارض، مع التأكيد على غياب دلائل تبرهن ان اللقاح غير فعاّل”.
كما شدّدت على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية مع اللقاح ليتم السيطرة على الفيروس بشكل تام في الأشهر المقبلة”.